Thursday, 27 November 2014
مقال القدس العربي
وجوه شيماء عزيز .. ملامح واقعية بحس فرعوني
القاهرة ــ «القدس العربي» ــ محمد عبد الرحيم: يعتبر الرسم بالحبر من أقدم أنواع الرسم، وقد مارسته الحضارات القديمة، خاصة الحضارة المصرية، التي كان لها نصيب كبير من ممارسة مثل هذا النوع من الفن.
ويأتي معرض الفنانة شيماء عزيز، المعنون بـ «وجوه» والمُقام حالياً بغاليري ومقهى «كافيين» بالقاهرة امتداد لهذا الفن المصري القديم، في تشكيل عصري وتكنيك حداثي.
يضم المعرض مجموعة من اللوحات رسمتها شيماء عزيز بين عامي 2010 و2013. وهي في مُجمل أعمالها تحاول الدمج بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة. الفنانة من مواليد محافظة أسيوط بجنوبي مصر عام 1981، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة بالأقصر عام 2004. شاركت أعمالها في العديد من المعارض والمهرجانات المحلية والدولية كبيروت وبرلين ومارسيليا.
ويأتي معرض الفنانة شيماء عزيز، المعنون بـ «وجوه» والمُقام حالياً بغاليري ومقهى «كافيين» بالقاهرة امتداد لهذا الفن المصري القديم، في تشكيل عصري وتكنيك حداثي.
يضم المعرض مجموعة من اللوحات رسمتها شيماء عزيز بين عامي 2010 و2013. وهي في مُجمل أعمالها تحاول الدمج بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة. الفنانة من مواليد محافظة أسيوط بجنوبي مصر عام 1981، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة بالأقصر عام 2004. شاركت أعمالها في العديد من المعارض والمهرجانات المحلية والدولية كبيروت وبرلين ومارسيليا.
الخطوط والتصميم
خطوط اللوحات التي تبدو فيها العفوية المدروسة توحي بتأثر بالغ بخطوط وتكوين الوجوه الفرعونية، من حيث شكل الجمجمة، وتفاصيل الوجه المستدير من أعلى والمدبب من أسفل، كثير الشبه بالتماثيل الفرعونية في المعابد والمنقوشة فوق الجداريات، إضافة إلى نظرة العين التي تتصدر اللوحة، وتصبح هي بؤرة الاهتمام ــ مركز الخطوط ــ الأساسية ضمن باقي الخطوط. وما ساعد على ذلك حجم الكادر نفسه/الوجه بالكامل هو اللوحة، وفي بعض اللوحات نجد وكأن تفاصيل الوجه من الناحية النفسية تتجاوز إطار اللوحة، مما يُذكّر بلوحة (إدفارد مونخ) الشهيرة المسماة بالـ (الصرخة)، لكنها هنا في لقطة كبيرة تقرّب المعنى وتوحي به، في الكثير من الهدوء الظاهر، والانفعالات المُضمرة.
خطوط اللوحات التي تبدو فيها العفوية المدروسة توحي بتأثر بالغ بخطوط وتكوين الوجوه الفرعونية، من حيث شكل الجمجمة، وتفاصيل الوجه المستدير من أعلى والمدبب من أسفل، كثير الشبه بالتماثيل الفرعونية في المعابد والمنقوشة فوق الجداريات، إضافة إلى نظرة العين التي تتصدر اللوحة، وتصبح هي بؤرة الاهتمام ــ مركز الخطوط ــ الأساسية ضمن باقي الخطوط. وما ساعد على ذلك حجم الكادر نفسه/الوجه بالكامل هو اللوحة، وفي بعض اللوحات نجد وكأن تفاصيل الوجه من الناحية النفسية تتجاوز إطار اللوحة، مما يُذكّر بلوحة (إدفارد مونخ) الشهيرة المسماة بالـ (الصرخة)، لكنها هنا في لقطة كبيرة تقرّب المعنى وتوحي به، في الكثير من الهدوء الظاهر، والانفعالات المُضمرة.
اللقطة والتفاصيل
نجحت شيماء عزيز إلى حد كبير في الإيحاء بتاريخ شخصي لأصحاب ملامح (وجوه)ـها، هذه الملامح التي تفرض على المُشاهد محاولة تعرف تاريخ صاحبه، أو تخيله بمعنى أدق ــ محاولة تخمين حياة كاملة لوجه ــ وهو أمر بالغ الصعوبة في إيصاله من خلال كادر ثابت/لوحة، وفي لقطات كبيرة. فمعظم الوجوه لها تفاصيل في ذاكرة المُشاهد، قد تكون التقيت أحدها في الطريق مُصادفة، أو تعرف أحدهم بالفعل، وهو ما خلق حالة من المعايشة مع أصحاب هذه الوجوه، ومن خلال التفاصيل ونظرة العين العميقة، تكاد تنقلب اللعبة، ويصبح صاحب أو صاحبة الوجه هو مَن يقوم باكتشاف مُشاهديه، والتعرف إليهم، ومحاولة مشاركتهم تجربتهم الشعورية عند رؤيتهم وجه للمرّة الأولى، يشعرون أنهم يعرفونه منذ وقت طويل.
نجحت شيماء عزيز إلى حد كبير في الإيحاء بتاريخ شخصي لأصحاب ملامح (وجوه)ـها، هذه الملامح التي تفرض على المُشاهد محاولة تعرف تاريخ صاحبه، أو تخيله بمعنى أدق ــ محاولة تخمين حياة كاملة لوجه ــ وهو أمر بالغ الصعوبة في إيصاله من خلال كادر ثابت/لوحة، وفي لقطات كبيرة. فمعظم الوجوه لها تفاصيل في ذاكرة المُشاهد، قد تكون التقيت أحدها في الطريق مُصادفة، أو تعرف أحدهم بالفعل، وهو ما خلق حالة من المعايشة مع أصحاب هذه الوجوه، ومن خلال التفاصيل ونظرة العين العميقة، تكاد تنقلب اللعبة، ويصبح صاحب أو صاحبة الوجه هو مَن يقوم باكتشاف مُشاهديه، والتعرف إليهم، ومحاولة مشاركتهم تجربتهم الشعورية عند رؤيتهم وجه للمرّة الأولى، يشعرون أنهم يعرفونه منذ وقت طويل.
تجربة العرض
تعد تجربة العرض هنا حالة خاصة، فلم تكن ضمن الجاليريهات المعروفة بجوها العام وطقوسها، وبالتالي اقتصارها على النقاد ومتذوقي الفنون الجميلة، بل هناك حالة من التفاعل يفرضها مكان العرض (كافيتيريا ومقهى) فهناك حالة من المُصادفة في اللقاء بالعمل الفني من قِبل الرواد، بخلاف الجمهور الذاهب إلى المكان خصيصاً لمشاهدة الأعمال الفنية. وهو أمر جدير بالتنوية لخلق مساحة أكبر من التفاعل مع العمل الفني، خاصة أنه قريب جداً من المُشاهد غير المتخصص، وجمهور الفن التشكيلي المُعتاد ــ حالة شيماء عزيز ــ فالبورتريهات التي تطالعك في كل مكان، ووجوه أصحابها التي تتأمل المُشاهد، تخلق حالة من الحوار معا، والنظر إليها، ومحاولة التماهي عبر تجربة انفعالية بدون مقدمات أو تأهيل نفسي لها ــ الاستعداد بأنك ستشاهد عمل فني ــ وهي حالة غير مُعتادة في طبيعة العروض التشكيلية، في الوطن العربي عموماً، ومصر خاصة.
تعد تجربة العرض هنا حالة خاصة، فلم تكن ضمن الجاليريهات المعروفة بجوها العام وطقوسها، وبالتالي اقتصارها على النقاد ومتذوقي الفنون الجميلة، بل هناك حالة من التفاعل يفرضها مكان العرض (كافيتيريا ومقهى) فهناك حالة من المُصادفة في اللقاء بالعمل الفني من قِبل الرواد، بخلاف الجمهور الذاهب إلى المكان خصيصاً لمشاهدة الأعمال الفنية. وهو أمر جدير بالتنوية لخلق مساحة أكبر من التفاعل مع العمل الفني، خاصة أنه قريب جداً من المُشاهد غير المتخصص، وجمهور الفن التشكيلي المُعتاد ــ حالة شيماء عزيز ــ فالبورتريهات التي تطالعك في كل مكان، ووجوه أصحابها التي تتأمل المُشاهد، تخلق حالة من الحوار معا، والنظر إليها، ومحاولة التماهي عبر تجربة انفعالية بدون مقدمات أو تأهيل نفسي لها ــ الاستعداد بأنك ستشاهد عمل فني ــ وهي حالة غير مُعتادة في طبيعة العروض التشكيلية، في الوطن العربي عموماً، ومصر خاصة.
Tuesday, 25 November 2014
Subscribe to:
Posts (Atom)